الخارجيّة الأميركيّة لـ”أساس”: ندعم إسرائيل في حال توسّع النّزاع
ابراهيم ريحان -أساس ميديا |
لم تُخفِ واشنطن طوال أكثر من 40 يوماً دعمها المُطلق لتل أبيب. سواء أكانَ في حربها ضدّ حركة “حماس” في غزّة، أو في المواجهات مع الحزب على الحدود الجنوبيّة للبنان. ودائماً ما كرّرت عاصمة القرار تحذيرها للبنان والحزب من مغبّة الدّخول في حربٍ واسعةٍ ضدّ إسرائيل. الجديد اليوم تكرار الموقف نفسه، حتّى لو كان الجيش الإسرائيلي هو المُبادر إلى الحرب، وليسَ الحزب.
هذا ما يؤكّده لـ”أساس” المُتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة سامويل وربيرغ الذي يقول إنّ “إسرائيل تتعرّض لهجوم تقوده “حماس” على الحدود الجنوبية والحزب والميليشيات الفلسطينية في الشمال، بما في ذلك مُقاتلو حماس المتمركزون في لبنان”.
يؤكّد الدّبلوماسيّ الأميركيّ قلق بلاده من أنّ تبادل النيران على جانبَيْ الخطّ الأزرق يزيد من خطر التصعيد، ويقول مُحذّراً: “لا ينبغي للبنان أن يكون منصّة لشنّ هجمات ضدّ إسرائيل أو ملاذاً آمناً للإرهابيين. هذا سيؤدّي إلى تأجيج العنف المدمّر الذي سيضرّ بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى النزاع. نحن وشركاؤنا كنّا واضحين: يجب على الحزب وشركائه التوقّف عن التدخّل في الحرب الجارية”.
لدى سؤاله عن موقف بلاده في حال بادرت إسرائيل إلى توسيع الصّراع وليسَ الحزب، يرفض “الدخول في فرضيّات”، ويدعو إلى التركيز “على دعم إسرائيل في دفاعها عن نفسها ومواطنيها بما يتماشى مع القانون الدولي. وكما قلنا من قبل، الولايات المتحدة جاهزة لزيادة مساعدتها لإسرائيل إذا ما فكّر أيّ معتدٍ عليها في أن يحاول التصعيد أو توسيع رقعة هذا النزاع”.
لا وقف لإطلاق النّار
يكرّر الدبلوماسي الأميركي في كلّ إجابة تقريباً لازمة “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الدولي”. كذلكَ يُجدّد رفضَ بلاده وقف إطلاق النّار في غزّة خلال هذه المرحلة، إذ تعتبر أنّه “يمنح حماس الفرصة لإعادة تجميع قواها، ولن يمنع الحركة من شنّ هجمات وإطلاق صواريخ على إسرائيل”.
لكنّه في الوقت عينه يستدرك القول ويكرّر ما قاله مُنسّق الشّرق الأوسط في مكتب الأمن القوميّ الأميركيّ بريت ماكغورك من أنّ إطلاق “حماس” سراح عدد كبير من الرهائن من شأنه أن يؤدّي إلى وقف مؤقّت طويل للقتال، وتدفّق هائل للمساعدات الإنسانية في مئات الشاحنات وعلى أساس مستمرّ، من مصر إلى غزّة. لكن في نهاية المطاف “الولايات المتحدة لا تملي على الحكومة الإسرائيلية ما يجب فعله وكيف يجب أن تتصرّف، فإسرائيل دولة ذات سيادة تتّخذ قراراتها بنفسها”.
يسأل “أساس” سامويل وربيرغ عن موقف بلاده من الهجمات الإسرائيليّة التي لا تتوقّف ضدّ المدنيين الفلسطينيين، فيعود الجواب عن “حقّ إسرائيل في الدّفاع عن نفسها”، ويروح يُلقي باللوم على “حماس”: “نؤكّد أهمية امتثال إسرائيل للقوانين الدولية المتعلّقة بحماية المدنيين. كما ندين بشدّة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس، بما في ذلك استخدام المدنيين كدروع بشرية وإطلاق الصواريخ من مناطق مدنية، ممّا يعرّض المدنيين للخطر”.
يلوم وربيرغ “حماس” على مُعاناة الشّعب الفلسطينيّ في غزّة على اعتبار أنّ “أكثر من عانى من إرهاب حماس هم أهالي غزّة، واليوم نرى هذه المعاناة تتفاقم حيث قامت حماس بأعمالها الإرهابية التي يدفع ثمنها الآن كلّ من المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
نعمل مع مصر إنسانيّاً
بالانتقال إلى الوضع الإنسانيّ في غزّة، يقول المُتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة إنّ بلاده تُكثّف جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للمتضرّرين من هذا الصراع: “نحن ملتزمون بمعالجة الأزمة الإنسانية في غزّة، ونعمل بجدّية لتوسيع وتسريع دخول المساعدات إلى المدنيين في غزّة. ونعمل بنشاط لتسهيل توفير المزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المستلزمات الطبّية”.
يتطرّق في حديثه عن الوضع الإنسانيّ في غزّة إلى التزام بلاده بالعمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا” التي وصفها بـ”شريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين من خلال الخدمات التي تقدّمها في التعليم والرعاية الصحّية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية التحتية للمخيّمات وتحسينها”. ويضيف: “نحن ملتزمون بالعمل كشريك قوي للمساعدة في توفير الدعم الأكثر فعّالية وبأفضل كفاءة ممكنة. الأولويات الإنسانية هي في صلب الاستجابة الأميركية للأحداث على الأرض، وهو ما يوفّر قدراً صغيراً من الأمل للسكان الذين هم في أمسّ الحاجة إليه، ونعمل على إطلاق سراح الرهائن بالإضافة إلى توفير الغذاء والماء والوقود والكهرباء والرعاية الطبية للمدنيين في غزّة، مع الحرص على عدم استغلال حماس لها، دعماً لجهود تأمين ممرّات آمنة للمدنيين الباحثين عن الأمان”.
يختم بأنّ بلاده تواصل العمل مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة وشركاء آخرين لتسهيل تدفّق المساعدات بشكل سريع ومستمرّ إلى القطاع، حيث تعتبر حركة المساعدات عبر معبر رفح وداخل غزة معطّلة بشكل كبير بسبب نقص الوصول إلى الوقود: “هناك حاجة ملحّة إلى إحراز تقدّم في مسألة تسليم الوقود، والسفير ساترفيلد وآخرون يعملون على هذا الأمر. وقد وصلت أخيراً أولى الرحلات الأميركية التي تحمل 200 طن من المساعدات الغذائية إلى العريش للعبور إلى غزّة عبر معبر رفح”.