هل تؤدّي جبهة البحر الأحمر إلى توسيع الصراع؟
} رنا العفيف-البناء
معادلات جديدة أرساها اليمن على خط مواجهة التحالف البحري والعسكري الذي أعلنته واشنطن تحت عنوان حارس الازدهار، فما ماهية هذا التحالف الهجين؟ وماذا عن الدور الفعلي الأميركي فيه على الأرض؟
الولايات المتحدة الأميركية تلعب على حافة الهاوية لتوريط شركائها في هذة المواجهة، من خلال إنشاء تحالف بحري لحماية البحر الأحمر كما تزعم، ومن دون مشاركة الدول المطلة عليه، وطبعاً استجابة لنداء الاستغاثة الصادر من «تل أبيب»…
تأتي هذة الخطوة بعد تعديل شركات الشحن مساراتها الملاحية، في مقابل هذا صنعاء مُصرة على أداء واجبها الأخلاقي والإنساني في استمرار عملياتها ضدّ سفن الاحتلال أو المتجهة إليه، وتحذر من حماقة استهداف اليمن، وتؤكد في كلّ مرة استمرارها في نصرة غزة، سواء كان هناك تحالف أو غير ذلك، على الرغم من التهديد والوعيد في خضمّ سياسة الترهيب علها تجدي نفعاً بسياسة التأثير في المواقف،
إزاء ذلك سارعت واشنطن إلى إنشاء تحالف بحري سريع تحت عنوان «حارس الازدهار» بنواة أطلسية، ضمن سياسة الاستفزاز الشاملة والمستذئبة على غزة التي طالت كلّ شيء بالمعنى الحرفي للكلمة في ظلّ السياسة العنصرية الممنهجة على أهل غزة التي شملت الإبادة وهذا برسم شعوب المنطقة، السؤال المركزي الذي يطرح نفسه هو ماذا تريد أميركا؟
طبعاً من خلال هذا التحالف الهجين والسريع، تريد واشنطن نقل الصراع القائم في فلسطين على اعتباره عدواناً إسرائيلياً بالإشتراك المباشر معها على غزة لتوريط مجموعة من الأطراف الدولية لتصبح شريكاً فعلياً في العدوان على غزة، وقد تكون هذة الدول فعلياً متورّطة دون حال أن تكون هناك دول مشاطئة للبحر الأحمر مثل جيبوتي واثيوبيا والصومال فضلاً ربما عن السودان ومصر والأردن معنية بهذا، أيضاً هنالك دول أعلنت مشاركتها وهي منخرطة بهذا التحالف ولكن الدول التي لم تعلن، توحي بإدانتها لأميركا، مع الإشارة إلى عدم المشاركة والإعلان عن هذا الأمر قد تكون هناك أسباب معينة تطال السياسة والمصالح، كنوع ربما من تقليص دعوة حليفها الأميركي، ونتحدث هنا عن مجموعة فرق مندمجة أيّ عن تسعة وثلاثين دولة والعديد من هذه الدول لا تشارك بهذه المجموعة المؤلفة من عشرة أعضاء،
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الدول المشاركة في هذا التحالف أتت بشكل طوعي! فما الذي يجبر باقي الدول على القيام بهذا الأمر؟
لذلك نرى نسبة المشاركة في هذا التحالف ربما تعود لأسباب سياسية منها السعودية والإمارات العربية المتحدة، إذ يكونون فرقاً مكلفة لحماية البحر الأحمر من ضمن هذه المجموعة الأكبر 39 دولة، البعض منهم لا يشارك بشكل علني، والبعض الآخر منخرط، وقد تكون الأغلبية منهم لا تشارك ولكنها تقدم الدعم الإستخباري والدعم السياسي واللوجستي، ولكن في نفس الوقت على سبيل الواقع البحرين تعتبر مقراً للأسطول الخامس الأميركي وكذا مقرّاً للمجموعة البحرية، إذاً لماذا دخلت البحرين ضمن هذه الخطوة؟ هل فعلياً أجبرت على ذلك أم أنها دخلت بملء إرادتها؟ الأمر يوحي بأكثر من اتجاه في خضمّ هذا التشبيك، ولكن يمكن القول في الخلاصة بأنّ هناك فرقاً ضمن هذه المجموعة لديها مهامّ مكلفة بها وتتعلق حول قرصنة وحماية البحر الأحمر، واللافت لذلك هناك دول رفضت تلبية لويد أوستن أو تلبية النداء الأميركي مثل الصين وغيرها.
الأمر الآخر حيال هذا التحالف السريع، ونقول سريعاً لأنه أتى بظروف سريعة ومستعجلة سياسياً وعسكرياً، قد يكون لهذا التحالف تبعات خطرة على مستوى التصعيد وتوسيع رقعة الصراع في البحر الأحمر وخاصة في الجنوب، لأنّ الولايات المتحدة تراوغ هي وربيبتها «إسرائيل»، وكل ما يحصل من إنشاء تحالف عسكري هو لإشعال المنطقة وليس للرخاء والازدهار كما تزعم وتدّعي، فهي في نهاية المطاف تدافع عن مصالحها، وقد تكون خلفيات التحالف ربما أن يطال مواجهة إيران بعد أن قوّضت او حدت من نشاطها بعدة ضربات استهدفت قواعدها في المنطقة كنوع من سياسة الانتقام منها، وهذا الأمر حثت عليه واشنطن وأربك سياستها في ظل تنامي الدور الروسي ـ الصيني في المنطقة، كما وتحث على خسارتها في المنطقة بالمجمل،
لذلك جبهة البحر الأحمر قد تكون بداية شرارة لحرب أو مواجهة ساخنة بعد أن أدركت بأنّ «إسرائيل» تمثل عبئاً على مصالحها العالمية، وفي حال هذا التحالف عامل ضغط لإخماد التوتر، فسنكون أمام مشهدية تحمل معها تصعيداً في خضمّ منع عمليات القوات المسلحة اليمنية أيّ نشاط لأيّ سفن تجارية لـ «إسرائيل» بعد رفض اليمن أيّ لقاء مباشر بالأميركي مع تأكيدها على أمن الملاحة بالكامل أمام أيّ سفن غير إسرائيلية أو متجه إلى فلسطين المحتلة .