لقادة إسرائيل : المخطوفون أهم.. لتؤجلوا ثأرنا من السنوار والضيف ولا تسمحوا لهما بـ “استنزافنا”
لقادة إسرائيل : المخطوفون أهم.. لتؤجلوا ثأرنا من السنوار والضيف ولا تسمحوا لهما بـ “استنزافنا”
معاريف : افرايم غانور
لا يوجد اليوم إسرائيلي – يهودي على وجه الأرض إلا وتشتعل فيه نار الثأر من حماس. أولئك القتلة، المغتصبون، الحيوانات البشرية، الذين فاجأونا وأهانونا وأذونا بهذا القدر القاسي في 7 أكتوبر. تاريخ سيرافقنا لأجيال كأحد الأيام الظلامية والسفلى والأليمة في تاريخ إسرائيل.
وفي محيط الألم ومشاعر الثأر الذي يغرق فيه شعب إسرائيل، علينا ألا نفقد سواء العقل. ثمة لحظات في حياة الشعب مطالب فيها أن يكون حكيماً وليس محقاً فقط. وفوق كل شيء، علينا ألا نقع في الفخ الذي يعده لنا أعداؤنا. فهدف أعدائنا في هذه الحرب هو استنزافنا. وذلك بعلم واضح أن استنزاف يفككنا أيضاً، حين يكون واضحاً ومعروفاً بأن قوتنا في وحدتنا، وضعفنا في تفككنا.
الخبراء والعباقرة والمحللون والمحذرون لا يكفون عن تحذيرنا هذه الأيام من أن وقف الحرب في قطاع غزة سيمس بإنجازات الجيش الإسرائيلي، وسيمنع إسرائيل من إنهاء مهمة القضاء على حماس، وسيمس بقوة ردع الدولة. ولاستكمال الصورة، يدعون بأن علينا ألا نعرض أمن شعب إسرائيل للخطر بسبب مخطوفين.
ترهات. أكثر من 100 سنة ونحن نكافح هذا الإرهاب، مع توقفات ومع ارتفاعات وهبوطات في هذا الكفاح. غير مرة حققنا إنجازات تركت إحساساً بالنصر الذي سيجلب الهدوء والأمن. فهل وقف الإرهاب؟ هل اختفى أعداؤنا عقب هذه الانتصارات في ميدان المعركة؟ هل منعت تصفية كبار القتلة الجدد من الوقوف في وجهنا؟ ينبغي لنا أن نسلم بالواقع. ما دمنا نعيش هنا فسنضطر للعيش على حرابنا.
في هذا الكفاح الخالد ينبغي لنا أن نكون حكماء ومصممين وأقوياء أكثر من أعدائنا، وألا نغرق في غرورنا وتعالينا، والأهم ألا نقع في إخفاق أفظع كذاك الذي جلب مصيبة 7 أكتوبر.
إن إعادة المخطوفين جزء مهم لا يتجزأ من كفاحنا ضد الإرهاب. مثلما يعرف كل جندي في الجيش الإسرائيلي بألا يترك جريحاً في ميدان المعركة، ينبغي لكل مواطن إسرائيلي أن يعرف بأن الدولة لن تتركه لمصيره في أيدي إرهابيين قتلة. وعليه، فواضح أن إنهاء هذه الحرب دون أعاد مخطوفينا سيكون فشلاً وإخفاقاً يسجل علينا إلى الأبد.
سموتريتش وبن غفير وآخرون مثلهما، ممن لم يشموا رائحة رماد الحريق وجفاف الفم والعرق خوفاً وقت نار الرشاشات أو الـ آر.بي.جي، يطالبان بحزم في جلسات الكابينت الأمني بمواصلة الحرب دون شروط – حتى النصر المنشود.
إذن، لعناية كل المتحمسين والمسارعين إلى المعركة: الجيش الإسرائيلي العظيم والقوي أيضاً يحتاج إلى مهلة زمنية، إلى استراحة من هذه الحرب، بعد أكثر من ثلاثة أشهر. الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى وقت يعيد فيه احتساب المسار لمواصلة الكفاح ضد الإرهاب الغزي، الذي لن نودعه بالسرعة التي ظنها غير قليل من الناس.
إن الدليل الأفضل على ذلك هو المصيبة التي جرت في القطاع أول أمس. هذا حدث يستوجب إعادة التفكير في مواصلة سلوك قواتنا في هذه الحرب الإشكالية. إحساس الثأر لدينا ضد حماس لن نتمكن من تلبيته من خلال القضاء التام عليها. فالعدد الهائل من الضحايا والجرحى، إلى جانب صرخات النجدة لعائلات المخطوفين، تجعل الثأر هامشياً، اقل أهمية في هذه الساعات.
إذا نجحنا في إعادة معظم مخطوفينا على أقدامهم، وإذا نجحنا – بمعونة الولايات المتحدة، ومصر وقطر والسعودية، في طرح حكم جديد في قطاع غزة بدلاً من حماس، فكفانا.
إن الثأر من يحيى السنوار ومحمد ضيف وشركائهما في حماس، يمكن تأجيله إلى أيام أخرى. علينا ألا ننسى بأنه قبل هذا الثأر، ينتظرنا عشرات آلاف النازحين في الجنوب والشمال ممن يتطلعون للعودة إلى بيوتهم وحقولهم وإعادة الحياة لهاتين المنطقتين من أجل المناطق التي لدينا.