إلتزام بقواعد الاشتباك جنوباً رغم التصعيد.. إعلان المقاومة عن “رد أولي” يحرّك العالم!..
سفير الشمال
خلال المناورة التي أقامها حزب الله لمناسبة ذكرى التحرير في أيار الماضي على أرض الجنوب، جاءت المشهدية الأخيرة لتحاكي عملية إجتياح الجليل بعد تفجير الجدار الفاصل، ما يشير الى أن المقاومة تضع ذلك من ضمن أهدافها الأساسية فضلا عن نسف حواجز وقصف مراكز وإحتلال مستوطنات وإعتقال أسرى.
لا شك في أن العالم بأسره كان يتابع تلك المناورة التي وصلت أصداء تفجيراتها الى مسامع القيادات الاسرائيلية التي إزدادت يقينا بأن الدخول في حرب مفتوحة مع المقاومة سيكون لها تداعيات كارثية عليها وربما تحرك “الطوفان اللبناني” بإتجاهها انطلاقا من الجليل الى سائر المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.
مع إنطلاق “طوفان الأقصى” وجهت المقاومة الاسلامية في لبنان تحية صباحية الى مقاومي فلسطين، وذلك في رسالة مفادها انها “لا تمارس إشغالا للعدو بقدر ما تقوم بالمؤازرة والمساندة انطلاقا من كونها معنية بدعم صمود غزة”، وقد رد جيش الاحتلال بقصف أطراف عيتا الشعب ورميش من دون سقوط إصابات.
بالأمس وبعد تسلل مجموعة من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي من الحدود اللبنانية – الفلسطينية وإشتباكها مع قوة عسكرية إسرائيلية وسقوط إصابات، بدأ التصعيد على أرض الجنوب بردّ اسرائيلي، وبقصف مباشر من المقاومة، وصولا الى إستهداف إسرائيلي لعدد من البلدات الحدودية ما أدى الى إستشهاد ثلاثة عناصر من حزب الله الذي رد سريعا بقصف مركّز على ثكنة برانيت، وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتبية تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وقد أصابتها إصابات مباشرة وقد ضرب جيش العدو طوقا حول الثكنتين المستهدفتين وتكتم على الخسائر المادية والبشرية فيهما.
واللافت أن بيان حزب الله إعتبر استهداف الثكنتين الاسرائيليتين “ردا أوليا”، ما يشير الى أن الرد على إستشهاد ثلاثة عناصر من المقاومة لم يكتمل بعد، وبالتالي سيكون له ملحقات في الساعات القليلة المقبلة، الأمر الذي أربك إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية التي أصدرت ثلاثة بيانات عن البيت الأبيض والبنتاغون ومكتب الأمن القومي للتحذير من فتح جبهة الجنوب اللبناني، إضافة الى عدد من دول العالم.
لا شك في أن المقاومة الاسلامية في لبنان تتمتع بجهوزية تامة لمواجهة أية إعتداءات إسرائيلية جديدة، وهي عملا بتوازن الرعب القائم فإنها ستقابل الضربة بالضربة والاستهداف بالاستهداف والدم بالدم الى حين أن تتضح الخطة الاسرائيلية تجاه غزة التي لن يقبل حزب الله بسرقة إنتصارها أو بإجتياحها براً تمهيدا لإسقاطها.
يبدو واضحا أن إسرائيل المربكة في غزة، والعاجزة عن استرداد مستوطناتها التي توغل فيها المقاومون بحدود ٤٠ كيلومترا، لن تجرؤ على فتح جبهة جديدة مع لبنان، كونها تدرك أن تداعيات المعركة مع حزب الله قد تكون أقسى من نتائج المعركة مع حماس، خصوصا أن جبهة الجنوب قد تستدرج جبهات أخرى وصولا الى الحرب الشاملة ضد العدو الصهيوني.
حتى الآن وبالرغم من التصعيد المحدود، فإن الالتزام بقواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني ما يزال قائما بما يبعد فرضية الحرب أقله آنياً، في وقت يفرض فيه الانفصام نفسه على قيادات لبنانية معارضة تعبر عن تضامنها مع فلسطين، وتسأل حزب الله عن قدراته العسكرية وعن عدم إستخدامها حتى الآن في وجه العدو الصهيوني؟، ثم تحذر حزب الله من إدخال لبنان في حرب مع العدو الصهيوني منتقدا انه يتحكم بالحرب والسلم!..