حقوق الشعب الفلسطيني والعنف
لماذا لم يَطلَع علينا الرئيس الأميركي ولو بكلمة واحدة عندما كانت آلة الحرب الأميركية تدمّر قطاع غزة وتقتل المدنيين من شباب وأطفال ونساء وشيوخ في الأعوام 2008 و2014 و2021؟ ألم يقدم له أحدٌ عدد ضحايا اجرام المرض السرطاني المزروع وسط الجسم العربي الذي يُدعى إسرائيل؟
للتذكير: عدد شهداء حرب 2008 على غزة بلغ 1033، وأكثر من 4850 جريحاً، منهم 330 طفلاً و80 امرأةً. وفي حرب 2014 على غزة بلغ عدد الشهداء في آخر يوم للحرب في 27 تموز، 1031 فلسطينياً، منهم 208 أطفال و82 سيدة. وفي أيار 2021 وبسبب دخول القوات الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى في القدس قُتِل في غزة أكثر من 200 فلسطيني في الحرب التي انتهت في 21 أيّار من عام 2021. هذا عدا عمليات القتل اليومية التي يمارسها الجيش الاسرائيلي والمستوطنون الصهاينة لسبب أو من دون سبب لكي يهدموا بيوتهم ويقيموا المستوطنات مكانها.
هل يعتبر الغرب وكل من لا يرون الا بعين واحدة أنّ الشباب الفلسطيني ليسوا من بني آدم وأن باستطاعة من يدعون انهم شعب الله المختار قتلهم على هواهم من دون حسيب أو رقيب؟ أين كانت منظمات حقوق الانسان؟ ولماذا تلوذ بالصمت عندما يتعلق الأمر بقتل الفلسطينيين؟ ولماذا لا يتجاسر أحد على توجيه الملامة للسلطات الإسرائيلية أو إدانتها؟
إنّ الأعمال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هي السبب الأول في زرع الحقد وحب الانتقام في قلوب الفلسطينيين. فكيف تريد من طفلٍ يرى ما يحدث لوالديه ولجيرانه ولأبناء قريته كل يوم من قتل وتنكيل أن يعيش حياة طبيعية؟
يجب أن يعلم العالم أنّ الأرض لها أصحاب منذ آلاف السنين. وأنّ الشعوب التي عاشت على هذه الأرض أتت قبل العبرانيين. وأنّ هؤلاء لم يحكموا إلا جزءاً صغيراً مما يسمى اليوم فلسطين ولمدة لم تتجاوز 275 سنة. وأنّ عليهم أن يعترفوا بحق الشعب الذي كان موجوداً قبل تقسيم فلسطين بالقرار 181 عام 1949 وأنّ هذا الإقرار ينص صراحة على إنشاء دولتين على أرض فلسطين. فالأرض هي أرض فلسطين، ومن يدينون اليوم الرد المزلزل للشعب الفلسطيني على معاملة الإسرائيليين لهم، يعلمون أنّ الفلسطينيين هم أصحاب الأرض.
كثرت المبادرات العربية وقرارات الامم المتحدة. ولكن الصهاينة لا ينفذون أي قرار ويضربون عرض الحائط بالحقوق الفلسطينية. وهم في سباق بين التطبيع حيث يعتقدون أنّهم بذلك ينجحون في هضم الحقوق، وبين إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره لكي تصبح الأرض بلا سكان فيستولون عليها.
فأين المجتمع العربي وجامعة الدول العربية؟ وأين المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية من أساسها وتحت أي حجة وأي ضغوط لم يفِ أطراف دول الممانعة ومنظماتها بشروط التحالف في ما بينهم، بحيث نرى أنّ الأضعف في ما بينهم هو من يبادر ويتحمل وحده الخسائر البشرية بينما يكتفي الباقون بالتفرج ووضع الانذارات الزائفة المبنية على فرضيات لا تقدم ولا تؤخر، في حال حدثت أم لم تحدث كتحذير الجيش الاسرائيلي من دخول غزة.