انتفاضة دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي..ضد الانحياز لإسرائيل
وانتقدت رسالة وقعها أكثر من 700 من كبار الموظفين والدبلوماسيين، بشدة مواقف أرسولا فون دير لاين، متهمين إياها بانتهاك جوهر القيم التي بني على أساسها الاتحاد الأوروبي، بل إن مواقفها تضر بأمن أوروبا ومصالحها.
وأدانت الرسالة بشدة “رد الفعل غير المتناسب من جانب الحكومة الإسرائيلية ضد 2.3 مليون مدني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة؛ وهو رد فعل يعتبره العديد من المراقبين جريمة حرب”.
وخاطب الموقعون فون دير لاين معبرين عن قلقهم “إزاء الدعم غير المشروط الذي تقدمه المفوضية التي تمثلونها لأحد الطرفين. ويتم التعبير عن هذا الدعم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، على سبيل المثال. أضاءت مباني المفوضية الأوروبية بالعلم الإسرائيلي”.
واعتبرت الرسالة أن دعم الاتحاد الأوروبي لإسرائيل، يطلق يدها لتسريع عملية الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة. وناشد الموقعون الاتحاد الأوروبي “للمساعدة في وضع حد للفظائع التي تتكشف أمام أعيننا”، وأضافوا في رسالتهم: “إننا نحثكم على الدعوة، مع قادة الاتحاد برمته، إلى وقف إطلاق النار وحماية حياة المدنيين. وهذا هو جوهر وجود الاتحاد الأوروبي”.
وكانت فون دير لاين زارت الأسبوع الماضي دولة الاحتلال، والتقت برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معبرة عن تضامن الاتحاد الأوروبي، ودعمه ل”إسرائيل” في عدوانه الذي يشنه على قطاع غزة بعد إطلاق المقاومة عملية “طوفان الأقصى”.
ولليوم الرابع عشر على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسرياً؛ عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية، بالإضافة إلى قوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر العدوان المتواصل على غزة عن ارتقاء أكثر من 3785 شهيداً بينهم 1524 طفلاً، وإصابة نحو 12500 آخرين بجروح مختلفة، جلهم من النساء والأطفال، وفقاً لأحدث أرقام وزارة الصحة.
وثيقة ناقدة
وفي السياق، أفادت صحيفة “هافينغتون بوست” نقلاً عن مصادر بأن موظفي وزارة الخارجية الأميركية يعدون وثيقة ناقدة لدور الوزارة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وانحيازها لتل أبيب.
ووفقاً لمسؤولين في الوزارة، يجري إعداد وثيقة تقدم تقييماً سلبياً لسياسات كبار المسؤولين الداعمين بشكل منحاز لإسرائيل، مع التجاهل التام لمعاناة المدنيين الفلسطينيين.
يشار إلى أن هذا النوع من الوثائق يتم نقلها للإدارة عبر قنوات مغلقة، وينظر إليها باعتبارها مؤشراً على وجود خلافات خطيرة في لحظات تاريخية مهمة”.
ويشير الموظفون أيضاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وكبار مستشاريه غافلون عن موجة الاستياء الداخلي التي تتمدد على نطاق واسع”.
ووفقاً لمسؤول آخر في الخارجية الأميركية، هناك تمرد آخذ بالتشكل في الوزارة، على جميع المستويات.
بالإضافة لذلك، تشير الصحيفة إلى تزايد الاستياء في الكونغرس، حيث وقع أكثر من 400 موظف من أصول إسلامية ويهودية على خطاب مفتوح للكونغرس يدعو لدعم وقف إطلاق النار في الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
وجاء في الرسالة المفتوحة: “نحن موظفون يهود ومسلمون في الكابيتول، بالإضافة لمن يقفون معنا.. نحن نطالب اليوم، أعضاء الكونغرس الأميركي، بالانضمام للدعوات المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.