اميركا لا «اسرائيل» من تدير الحرب والعدوان على الفلسطينيين الغزو البري الاسرائيلي على غزة اذا حصل سيحدد مسار الحرب في المنطقة كلها
وفي هذا النطاق، قال مصدر سياسي مخضرم للديار ان ارسال حاملتي طائرات جيرالد فورد وأيزنهاور لها هدفان. الاول هو دعم اسرائيل على كل الاصعدة ومنع التصعيد الاقليمي وتحييد ايران عن الصراع. اما الهدف الثاني فهو اقتصادي وتحديدا للسيطرة على الطاقة في المنطقة وكبح ارتفاعها حيث من المرجح ان يصل برميل النفط الى 100$ اضافة الى ان سعر الغاز ارتفع 40% والمستفيد الوحيد من هذا الوضع هي روسيا وهذا الامر لن تقبل به الولايات المتحدة. وعليه، تسعى اميركا الى ضبط اسعار النفط والغاز خاصة ان وزير الدفاع الاميركي صرح «نحن اسياد اللعبة» تزامنا مع ارسال البارجتين الى المنطقة.
اسرائيل قلقة من موقف حزب الله اذا دخلت غزة بريا
من جهتها، قالت مصادر مطلعة للديار انه في الوقت الحاضر لا تهدد اسرائيل لبنان بل هي قلقة من موقف حزب الله في حال دخلت غزة. اما التهديدات الحالية مرتبطة بالمواجهات التي تحصل في الجنوب و «عنتريات» اسرائيل وكلامها التصعيدي في الماضي، في حين ان الاعلام والصحف الاسرائيلية تحذر السلطات الاسرائيلية من خطورة مواجهة حزب الله لان اسرائيل غير قادرة على المحاربة على جبهتين فضلا ان الحزب يمتلك صواريخ تطال تل ابيب وكامل فلسطين المحتلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه :ماذا يعني اخلاء اسرائيل لكريات شمونة مستوطنات اخرى؟ هنا، اشارت المصادر الى ان اسرائيل اقدمت على هذه الخطوة باخلاء 30 الف مستوطن من كريات شمونة اضافة الى اخلاء 31 مستوطنة اخرى بعمق 5 الى 7 كلم حيث وضعت مكانهم في كل مستوطنة حوالي 350 جنديا لان اسرائيل تعتبر انه في حال حصول عملية برية لغزة فان حزب الله سيكون له موقف. وعليه لتحمي اسرائيل امن الاسرائيليين احتياطا اخلت كريات شمونة. وتابعت المصادر انه بمجيء الرئيس الاميركي جو بايدن الى تل ابيب وارسال حاملتي طائرات جيرالد فورد وايزنهاور الى المنطقة وزيارة المستشار الالماني ورئيس وزراء بريطانيا الى اسرائيل ودعمهم لها الى جانب حضور وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والرئيس بايدن اجتماع الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة، اضحى واضحا ان الولايات المتحدة الاميركية هي من تدير الحرب والعدوان وليس اسرائيل. ذلك ان اميركا هي التي تقدم الدعم المالي واللوجيستي وتبذل كل الجهود من اجل رفع معنويات الجيش الاسرائيلي بعد عملية طوفان الاقصى التي نفذتها حماس في 7 تشرين الاول. وعليه، ترى المصادر المطلعة ان اميركا ليست شريكة فقط في الجرائم الصهيونية وعلى رأسها مجزرة مستشفى المعمداني بل الولايات المتحدة هي رأس الحربة في تنفيذ العدوان. وقصارى القول ، ان الجيش الاسرائيلي كان منهارا قبل مجيء حاملات الطائرات الاميركية كما ان القيادة السياسية الاسرائيلية كانت منهارة معنويا وسياسيا قبل ان تتدخل اميركا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
هل يدخل حزب الله الحرب؟
وفي سياق متصل، اشارت اوساط سياسية الى ان حزب الله يتقصد عدم اعطاء موقف واضح حيال خياراته حول الحرب على غزة من ناحية فتح جبهة الجنوب ضد العدو الاسرائيلي للتضامن مع حماس او عدم المشاركة في هذه الحرب بهدف عدم تطمين الكيان الصهيوني. ولفتت في الوقت ذاته ان حزب الله قد يوسع ساحة الحرب في توقيت خاص به حتى لا تتمكن من حسم المعركة على حماس. وقصارى القول ان حزب الله قد يوسع الحرب او لا بناءً على مدى صمود حماس في وجه الجيش «الاسرائيلي».
وتساءلت هذه الاوساط السياسية اذا ستجازف ايران بخسارة حليفتها حماس في حال تمكن جيش العدو من اخراجها من غزة؟ هل تعتبر طهران ان الدينامية العسكرية ستؤدي الى خسارة الدولة العبرية الحرب؟هل محور الممانعة لديه اوراق لم يكشفها بعد؟
كلها اسئلة يطرحها الجميع اما الاجوبة الشافية لهذه الاحتمالات فسيحددها الميدان.
واعتبرت هذه الاوساط السياسية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن مواقف متناقضة عن سابق تصور وتصميم مفادها عدم كشف اوراقها امام «اسرائيل» حيث قالت ايران انه في حال لم تهاجمها اميركا فهي لن تتدخل في حرب غزة. وفي الوقت ذاته، عبرت عن موقف اخر قائلة ان محور المقاومة نفد صبره حيال ما يحصل في غزة مضيفة انه اذا قامت اسرائيل بالدخول العسكري البري لقطاع غزة فمحور الممانعة لن يبقى مكتوف الايدي وسندخل حتما في مواجهة العدوان الاسرائيلي البري.
القوات اللبنانية: الازمة الحقيقية ليست دستورية بل الخلاف الجذري بين الممانعة والمعارضة
هذا وفي ذكرى الرابعة والثلاثين لاتفاق الطائف، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان الازمة في لبنان ليست ازمة دستورية وان رئيس الجمهورية الذي كان يتمتع بصلاحيات واسعة في الجمهورية الاولى انما لم يتمكنوا من ايقاف الحرب او منع اتفاق القاهرة بل انزلق لبنان في الحرب. ولفتت انه على سبيل المثال اذا كان رئيس الجمهورية اليوم يتمتع بكامل الصلاحيات قبل اتفاق الطائف لا يستطيع تغيير مجرى الامور في البلد. اما المشكلة الحقيقية التي يشهدها لبنان هي المرحلة بعد عام 2005 والخلافات التي حصلت بين فريقين كل منهما لديه خط سياسي مناهض للاخر. والحل لهذه المعضلة هو التوافق بين اللبنانيين على مفاهيم واحدة منها «لبنان اولا»، «الدستور اولا»، «نهائية الكيان اللبناني»…..
لذلك ليس اتفاق الطائف هو المشكلة بل الخلاف الجذري بين فريقين ومن الممكن الذهاب الى اتفاق اخر في حال حصل اجماع لبناني عليه.