موضوعات وتقارير

«قمة القاهرة» بغطاء دولي لقطع الطريق على الغزو البرّي إطلاق سراح رهينتين أميركيتين.. وإسرائيل تضع المستشفيات ومدارس الأونروا أهدافا عسكرية

لا يزال الحديث عن استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح بري لقطاع غزة يتردد صداه فيما تزداد التحذيرات الغربية من هذه الخطوة وتداعياتها على إسرائيل لكونها تفتقد لاستراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد «القضاء» على الحركة خصوصا بعد موقف عربي حاسم برفض أي محاولة لتهجير سكان غزة من المتوقع أن يتجدد اليوم بقوة خلال قمة القاهرة التي تنعقد بغطاء دولي من أجل محاولة قطع الطريق على الغزو البري للقطاع. كما هناك مخاوف دولية من توسع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى في حال قررت إسرائيل المضي في هذه المغامرة التي تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أنها ستنتهي بالفشل الذريع والخسارة الأكيدة للعدو بفضل جهوزية المقاومة وحضورها الميداني القوي بعد أسبوعين على القصف الجوي الهمجي على مرأى ومسمع العالم الصامت والذي يستهدف المدنيين حصرا إضافة إلى المنازل والمستشفيات  وآخرها مستشفى القدس في غزة التي تلقت  تهديداً من القوات الإسرائيلية بقصفها و بـ«إخلاء فوري» لها بحسب ما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس.
الرهائن
وفي تطور لافت يشير إلى تحكم حركة حماس بمجريات الأمور على الأرض وبملف الرهائن الإسرائيليين والأجانب وللرد على أكاذيب الإدارة الأميركية أطلقت حماس سراح محتجزتين أميركيتين لـ«دواع إنسانية» استجابة لجهود وساطة قطرية بحسب ما أعلن في بيان أمس أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام.
وأضاف أبو عبيدة أن إطلاق المحتجزتين (أم وابنتها) يأتي «لنُثبِت للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات (الرئيس الأميركي جو) بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة».
ونقلت وكالة رويترز عن تلفزيون إسرائيلي أن تل أبيب أكدت إطلاق كتائب القسام  للمحتجزتيْن.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الأم وابنتها وصلتا إلى مصر. ولديهما جنسية إسرائيلية أميركية مزدوجة، بحسب ما ذكرت.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنهما جوديث رعنان وابنتها ناتالي. وقال المسؤول إنه تم نقلهما إلى الصليب الأحمر الدولي قبل وصولهما إلى إسرائيل.
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لوكالة رويترز إن إطلاق حماس سراح الرهينتين الأميركيتين جاء بعد اتصالات مستمرة مع كل الأطراف، مشيرا إلى أن الحوار القطري بشأن إطلاق سراح الرهائن سيستمر مع إسرائيل وحماس.
وقال الأنصاري إن قطر تأمل أن يؤدي الحوار للإفراج عن جميع الرهائن المدنيين من كل الجنسيات.
وفي أول تعليق له على إطلاق سراح الرهينتين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حماس أطلقت سراح الرهينتين جوديث وناتالي رعنان، متقدما بالشكر لقطر وإسرائيل على هذا المسعى.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن     هناك أكثر من 200 رهينة في قطاع غزة ينبغي إطلاق سراحهم جميعا موجها الشكر إلى حكومة قطر على مساعدتها المهمة جدا في إطلاق الرهينتين الأميركيتين.
وقال بلينكن أن “جهودنا مستمرة لإطلاق سراح جميع الأميركيين المحتجزين في غزة”.
وأضاف “نؤمن بشدة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتنبغي ممارسة ذلك وفقا للقانون الإنساني”.
قمة القاهرة
وفي محاولة لوقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد في المنطقة وإدخال مساعدات بشكل مستدام للقطاع من دون تدخل إسرائيل تستضيف القاهرة، اليوم قمة دولية للسلام.
ومن المتوقع أن تشهد «قمة القاهرة للسلام» مشاركة «واسعة»، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية أمس إلى «تأكيد مشاركة 31 دولة من بينها، المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، واليونان، وفلسطين، والإمارات، والكويت، والعراق، والبحرين، وإيطاليا، وقبرص، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، و3 منظمات دولية».
وأكد رئيس السلطة الفلسطينية مشاركته بالقمة الذي ستعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة.
وأكدت الحكومة الإيطالية أمس مشاركة رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، كما أعلن القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز حضوره القمة، كما من المنتظر مشاركة الولايات المتحدة الأميركية، والنرويج، وبريطانيا، والصين. وأعلنت وزيرتا خارجية ألمانيا وفرنسا مشاركتهما في القمة.
ومن المنتظر أيضاً مشاركة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بحسب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر.
وتأتي هذه القمة في ظل استمرار فشل مجلس الأمن خلال جلسات التصويت على مشروعي القرارين الروسي والبرازيلي، ما يجعل القمة المصرية تحظى باهتمام عالمي لدعم الرؤية المصرية لإجراء مناقشات بغية التوصل إلى حل شامل وتنشيط عملية السلام الذي يحظى بدعم الدول العربية والمجتمع الدولي.
وقال مصدر مصري مطلع أن هدف القمة  بعد التهدئة ومنع تهجير الفلسطينيين في غزة هو استئناف مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى «الأصداء الدولية للدعوة المصرية».
وأمس أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في القاهرة.
 وأكد السيسي «ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة». مضيفا «يجب التحرك سريعاً لاحتواء التطورات في المنطقة».
وجدد السيسي خلال اللقاء «تأكيده على رفض نزوح الفلسطينيين إلى سيناء». وقال مخاطباً رئيس الوزراء البريطاني: «أسجل تفهمكم لأهمية عدم السماح بنزوح المدنيين من غزة إلى سيناء، هذا أمر شديد الخطورة وقد ينهي القضية الفلسطينية تماماً، وهو ما نحرص على عدم حدوثه».
وأمس خرج عشرات الآلاف من المصريين في الميادين، بعد صلاة الجمعة؛ لإيصال صوتهم في رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ورفض استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الجارية على سكان القطاع.
وتأتي هذه المظاهرات، التي كان عنوانها الأبرز “سيناء خط أحمر”، و”لا لتهجير الفلسطينيين”، بعد تأكيد الرئيس المصري، رفضه لمحاولات إسرائيلية لنقل سكان قطاع غزة إلى سيناء، مقترحا أن يتم نقلهم إلى صحراء النقب إن لزم الأمر.
ومظاهرات أمس، هي الأقوى في مصر منذ سنوات؛ حيث احتشد المواطنون من كل الأعمار، في محافظات مصر من أقصى الشمال في الإسكندرية، حتى أقصى الجنوب في أسوان.
اليوم 14 للحرب
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ14 من حربه على غزة قصف المناطق السكنية، مما أسفر عن استشهاد العشرات، وقد خلّف القصف المتواصل على غزة حتى الآن 4137 شهيدا وأكثر من 13 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.
في غضون ذلك، قال كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي إن معركة غزة ستكون «صعبة»، وأضاف «نعرف أننا سندفع الثمن وأن عددا من شبابنا لن يعود».
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت في وقت سابق إن الجيش يستعد للتحرك بريا في قطاع غزة.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت  إن أحد أهداف الحملة العسكرية في قطاع غزة هو إنهاء مسؤولية إسرائيل عن القطاع الساحلي الفلسطيني.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست أن حملة غزة التي نُفذت بعد هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول ستتألف من ثلاث مراحل.
وقال غالانت إن المرحلة الأولى من العملية العسكرية الجارية تستهدف تدمير البنية التحتية لحماس، مضيفا أن المرحلة الوسطى ستشمل «عمليات أقل حدة» للقضاء على «جيوب المقاومة».
وجاء في بيان مكتب غالانت أن الوزير قال «ستتطلب المرحلة الثالثة إخلاء مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة مدى الحياة وإنشاء واقع أمني جديد لسكان إسرائيل».
في المقابل قالت كتائب القسام إنها قصفت عسقلان بدفعة صاروخية ردا على استهداف المدنيين. كما قامت المقاومة بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ باتجاه غلاف غزة.
من جهته قال موقع بلومبيرغ الأميركي إن الحكومات الأميركية والأوروبية تمارس ضغوطا على إسرائيل لتأجيل غزوها البري لقطاع غزة، لإنجاح محادثات سرية تجري بوساطة قطر لإطلاق من وصفتهم بالرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبحسب مصادر بلومبيرغ، فإن إسرائيل رضخت للرغبة الأميركية وأجلت ما وصفت بأنها “عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على حماس”.
كما أن تل أبيب غيرت لهجتها بشأن الخطط الميدانية، ما يعد مؤشرا على أن النهج يذهب باتجاه عملية محدودة، بحسب الموقع الأميركي.
وذكر بلومبيرغ أن المسؤولين الأميركيين يخشون تأجج التوترات في المنطقة؛ مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتشمل مناطق أخرى قد تجبر واشنطن على التورط عسكريا في دعم إسرائيل مباشرة.
من جهة أخرى أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 17 مسجدا وكنيسة واحدة تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ بدء العدوان.
وسقط العديد من الشهداء وأصيب عشرات آخرون في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت كنيسة الروم الأرثوذكس -ثالث أقدم كنائس العالم- وسط مدينة غزة مساء الخميس.
وقد وصفت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس الهجوم الإسرائيلي على كنيسة برفيريوس -التي نزح إليها الكثيرون- بجريمة حرب، في حين طالبت حركة حماس بإدانة قوية من المجتمع الدولي ومن مجلس الكنائس العالمي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها “الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزل”.
المساعدات عبر رفح
في الأثناء، ينتظر قطاع غزة دخول المساعدات الملحة التي تكدست في الجانب المصري الذي وصل اليه امس  الأمين العام للأمم المتحدة، فيما أعلنت المنظمة الدولية أن أول شحنة قد تبدأ بالدخول «السبت على اقرب تقدير».
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه رغم الاتفاق على السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة فإن هناك شروطا تعوق وصولها للقطاع.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي عقده عند معبر رفح من الجانب المصري، إن وكالة الأونروا هي التي ستتولى عملية توزيع المساعدات في قطاع غزة.
وأعلنت الخارجية المصرية أن معبر رفح الحدودي مع غزة مفتوح، مشددة على أن إسرائيل هي من ترفض دخول المساعدات إلى القطاع، في حين طالبت حماس بفتح المعبر بشكل دائم ومستمر لنقل الجرحى وتدفق المساعدات للجميع.
من جانبه قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن واشنطن حصلت على التزام مصري إسرائيلي بفتح معبر رفح، مضيفا أنه يعتقد أن “شاحنات المساعدات ستصل إلى قطاع غزة خلال 24 إلى 48 ساعة”.
إلى ذلك طلبت الأونروا إخلاء 5 مدارس تابعة لها في قطاع غزة تؤوي آلاف النازحين وتوقف دعمها لها.
وقال محمد شويدح، وهو مدير مركز إيواء تابع للأونروا في قطاع غزة،”طلبت منا الأونروا اليوم إخلاء 5 مدارس، وقالت إن المدارس في خطر ولا تستطيع حمايتها”.
وأضاف “الأونروا لم تعد تقدم لنا أي خدمات”، مشددا على أنه “لا إمكانية لدينا لإخلاء المدارس من النازحين”، ومناشدا المجتمع الدولي لحماية مراكز النازحين.
مواجهات الضفة
منع الاحتلال المصلين من  الأقصى للجمعة الثانية على التوالي وفرض إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة من القدس، والوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
ونشر الاحتلال قواته على مختلف الأبواب، وأقام حواجز مادية تمكنه من التدقيق في هويات المارة، في حين أدى عشرات الفلسطينيين الصلاة قبالة الأبواب المؤدية إلى المسجد.
وفي الضفة ، خرجت مظاهرات احتجاجية حاشدة في مراكز المدن الفلسطينية جابت شوارع رام الله والخليل ونابلس وجنين، وردد المتظاهرون عبارات غاضبة تطالب بوقف الحرب على غزة والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال قرب حاجز حوارة جنوب نابلس.
(الوكالات)
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى