جنبلاط يتمنّى على نصرالله ألّا يُستدرج… وبو حبيب إلى دمشق
جنبلاط يتمنّى على نصرالله ألّا يُستدرج… وبو حبيب إلى دمشق
نداء الوطن
تشخص الأنظار إلى السراي الحكومي اليوم لترقّب ما ستتمخّض عنه جلسة مجلس الوزراء، على وقع الصعيد العسكري المستمرّ بين إسرائيل وحركة «حماس» لا سيّما في غزة، ودخول «حزب الله» على الخط، في ظلّ تنامي المخاوف من تدهور الوضع على الساحة الجنوبية خصوصاً واللبنانية عموماً رغم الدعوات الدولية والمحلية إلى تحييد لبنان والتحذيرات الديبلوماسية من تدحرج الأمور ووصولها إلى ما لا تُحمد عقباه.
وسجّلت في الساعات الماضية سلسلة مواقف ممّا يحدث، فيما لفت تعليق «حزب الله» على مواقف «الإدارة الأميركية لا سيّما تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة في الوقوف السافر وإعلان الدعم المفتوح لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني»، واعتبر الولايات المتحدة «شريكاً كاملاً في العدوان الصهيوني» وحمّلها «المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروّعة بحقّ المدنيين العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ». وطالب «جماهير أمّتنا العربية والإسلامية» أن «تدين التدخّل الأميركي وشركاءه الدوليين والإقليميين وفضح هذا التدخّل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمّعات الإقليمية والدولية»، معتبراً أنّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدوّ وجنوده المحبطين يكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمدّ هذا الكيان الغاصب الموقت بأسباب الحياة»، مؤكداً أن هذه الخطوة «لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدّة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
وفي المواقف، نبّه رئيس حزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في حديث لـ»LBCI» إلى أننا «نسير في مرحلة خطيرة جداً، وقال:»نصحت رسمياً وبشكل غير رسمي «حزب الله» بألا يُستدرج… وأجدّد كلامي بألا يُستدرجوا، فسهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن حركة «حماس» تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال».
وأكّد جنبلاط «الوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي وكلّ من يتعرّض للاعتداء من قبل إسرائيل، وعلينا أن نعي في لبنان كأفرقاء سياسيين، أن ما من أحد يستطيع أن يقدّم أو يؤخر، نستطيع أن نعمل شيئاً في الداخل وهو أن نرمّم تلك الحكومة، كون قضية رئاسة الجمهورية في الوقت الحاضر أُجّلت، وهو أن ندعم الحكومة كي تستطيع عند الأسوأ أن تقوم بواجباتها صحّياً واجتماعياً وعبر الهيئة العليا للإغاثة وسواها».
ووجّه جنبلاط رسالة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قائلاً: «أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل إقليمية، إذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرّر أو لا، ولكن أكرّر التمنّي بألا يُستدرج». ورأى أن «الموضوع الرئاسي جمّد إلى أن تنتهي الحرب في الأراضي المحتلة».
وأمام ما يجري، قرّرت قيادة «التيار الوطني الحرّ» تأجيل برنامج النشاطات التي كانت مقرّرة ومجدولة منذ فترة وتأجيل الزيارة التي كانت مقرّرة إلى أوروبا من 16 إلى 22 تشرين الأول، لكنها أبقت على القداديس بذكرى 13 تشرين (بما فيها نشاطات التيّار في باريس بهذه المناسبة) ووضع الأكاليل، وإلغاء اللقاء الشعبي الذي كان مقرّراً نهار السبت 14 تشرين الأول في دير القلعة – بيت مري والاستعاضة عنه بقدّاس تذكاري في كنيسة مار الياس- أنطلياس نهار الاحد 15 تشرين الساعة الرابعة بعد الظهر تليه كلمة لرئيس التيار».
في التحرّكات على الأرض، من المقرّر أن تنطلق مسيرة تحت عنوان «الوفاء لفلسطين» في الثانية بعد ظهر غد الجمعة من ساحة البربير وصولاً إلى الأسكوا – وسط بيروت وتختتم بمهرجان خطابي، وذلك بدعوة من الأحزاب والقوى السياسية والنقابية والشبابية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وقد تولّى توزيعها كل من إعلام «حزب الله» وحركة أمل». وحضر الوضع المستجدّ إضافة إلى ملف النزوح السوري وتداعياته في زيارة السفير الفرنسي الجديد لدى لبنان هيرفيه ماغرو إلى الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون في دارته في الرابية.
ومن النزوح الجنوبي إلى النزوح السوري، اتفق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب ونظيره السوري فيصل المقداد بعد لقائهما في القاهرة أمس على تحديد موعد زيارة الأول على رأس وفد إلى دمشق في 23 تشرين الأول الجاري لبحث القضايا المشتركة لا سيما النزوح السوري.
وفي هذا السياق، ذكرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أنه «خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكّنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها مهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلّل نحو 1500 سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية.
تجدر الإشارة إلى أنّ الوزير السابق محمد شقير اتّهم بو حبيب بانتهاك حقوق السنّة معتبراً أن استئثاره «بإجراء مناقلات وتعيينات في المراكز الديبلوماسية، يشكّل استباحة غير مسبوقة لمواقع الطوائف الأخرى وخصوصاً الطائفة السنيّة، في غياب المرجعيّة السياسية التي يفترض بها أن تلجم هذه الاستباحة».